الفصل 027 : المكوّن س.ت.م.ج.

---------------------------------

إنه يوم الإثنين، وكان الإخوة الثلاثة في الطابق السفلي، الفتاتين مستعدتان بلباسهن المدرسي الموحد وكل منهم يرتدي حقيبته على ظهره.

"حسنا! هيا بنا! أسبوع آخر سيبدأ الآن!"

قالت (جودي) أيضاً بحماس كبير: "أجل! هذه هي الروح الرياضية!"

"في طريقنا إلى المدرسة سوف نمر على الزقاق XX الموجود بجانب الجسر."

تساءلت (لورين): "لماذا ذلك؟"

رد عليها (أورين): "سوف أشرح لكم في الطريق. اتضح بأنني كنت... أتمشى البارحة والتقيت بشخص معين و..."

ظل (أورين) يشرح للفتيات كل ما حدث معه يوم أمس في طريقهم إلى (آشماداي) الموجود في ذلك الزقاق.

حتى وصلوا وأكمل (أورين) شرحه: "...وبعد ذلك قد اتفقنا على اللقاء مجددا اليوم."

دخل (أورين) مع الفتاتان إلى الزقاق وكان (آشماداي) يقف من بعيد أمام برميل صدئ من الجهة المعاكسة.

فتساءلت (لورين) عن إن كان ذلك هو الشخص الذي تحدث عنه قبل قليل، فجابها ب"نعم". وقال لهم هامسا:

"إنه رجل جدّي. لا تكونا خائفتين."

ثم تحدث مخاطبا إياه: "(آشماداي)؟ نحن هنا."

استدار (آشماداي) ثم وضع يديه على خصره وقال: "نعم، أنا أرى ذلك. لديّ وقت ضيق جداً، لذلك سوف أكون مختصراً في كلامي. سأتحدث معكم عن شيء، حياتنا تعتمد عليه."

كان يبدو وجهه جدّيا للغاية وهو يقول بصوت غليظ: "المكوّن س.ت.م.ج."

حتى اختفى ذلك الوجه الجدّي الذي كان قبل ثانية، وبدا عليه إنه يبتسم وهو ينظر إلى (جودي) و(لورين) وقال لـ(أورين):

"(أورين)، أنت لم تخبرني بأن لديك مثل هذه الأخوات الجميلات!"

لم يعرف (أورين) ما يقول، فأكمل (آشماداي) كلامه وهو يحدّث الفتاتان:

"لا بد من أنكما (لورين) و(جودي). لم أتخيل أن تكونا بهذا الجمال، كنت أعتقد بأنكما قبيحات الشكل مثل أخيكم."

ضحكت (لورين) بعفوية وشكرت (آشماداي) على مديحه.

أراد (أورين) تغيير الموضوع، فقال له:

"اهمم... كنت تقول شيئاً حول مُكَوِّن ما..."

فعاد (آشماداي) إلى رشده بسرعة وظهرت عليه تلك الجدية مرة أخرى وقال مجددا بصوت رجولي غليظ: "المكوّن س.ت.م.ج."

لكن تلك الجدّية قد اختفت مجددا في ثانية واحدة، وظل ينظر إلى أخوات (أورين) وهو يقول مبتسماً:

"ولكن دعنا لا نستبق الأمور، عليّ أن أخبركم عن كيف تم تأسيس منظمة أبناء (عشتروت)."

قال له (أورين) مستغرباً: "اعتقدت بأنك قلت أن لديك وقتاً ضيقاً؟"

آشماداي: "أجل، ولكن السيدتان تريدان معرفة القصة، ألستما كذلك؟"

أجابت (لورين) بابتسامة: "بالطبع."

ثم بدأ (آشماداي) يروي لهم القصة بأكملها:

"هذا جيد. لنرى.... على حسب ما سمعت، تم تأسيس أبناء (عشتروت) قبل قرون من الآن. وكان يقودهم (عشتروت) الذي يدَّعِي بأنه "حاكم"، هو وبطريقة ما قد استطاع إطالة فترة حياته بشكل غير طبيعي. لديه السلطة والنفوذ على الناس، والتأثير أيضاً. يستطيع إقناع الناس بأن يطيعوه، ويتبعوه. وهذه بحد ذاتها هِبة.... فقط 5 أشخاص استطاعوا رؤيته شخصياً. يلقبون

بالأمراء الخمسة

: إسماعيل، ليليث، مولوخ، عزازيل وآشماداي. كل واحد منهم لديه الآلاف من الأتباع، وكل واحد من أولئك الأتباع لديه المئات من الناس الذين يعملون تحت إمرتهم. ومع ذلك، لا أحد من أولئك الأتباع قد قابل (عشتروت). أو على الأقل، أعتقد بأنهم لن يفعلوا ذلك. نحن الأمراء الخمسة نعرف بعضنا فقط بأسمائنا المزيفة ولكن، منذ أن قمت بخيانتهم، اكتشفت هوية البعض منهم... تم استبدال (آشماداي) السابق قبل 4 سنوات وقد حللت مكانه. هو أيضاً كان قد حاول خيانة المجموعة ولكن... فعلوا شيئاً له، والآن أصبح مجرد جسد فارغ وبدون أجوبة. يقضي حاليا عقوبته في السجن."

ردت (لورين) وهي متفاجئة: "أنا أتذكر ذلك! لا أصدق أن تلك القصص كانت حقيقية!"

فأكمل (آشماداي) كلامه: "(مولوخ) معروف ب(هارون آلابي). يقوم بإدارة أكبر شبكة تهريب الأسلحة في العالم."

استغربت (لورين) من ذلك اللقب الذي سمعته للتو وقالت وهي غير مصدقة:

"(آلابي)؟... هذا... هذا والد (ياسمين)! يا إلاهي!"

فقال لها (أورين) بأنه يعرف هذه المعلومة مسبقاً، وردت عليه (لورين) منزعجة وهي تعاثبه:

"ماذا؟ ومتى كنت تنوي اخبارنا بذلك؟"

أجابها: "فضّلت بأنه هو الذي سيخبركم!"

ظلت (لورين) منزعجة قليلاً، وأكمل (آشماداي) كلامه:

"(ليليث)، معروفة باسم (فيكتوريا سوانغو). اختصاصية بارعة في علم الوراثة، التي كرست حياتها كلها لإيجاد معادلة الخلود. وهاهي صورتها"

عندما أنهى كلامه أخرج صورة من جيبه الخلفي لفتاة شابة ذات شعر فضي وترتدي نظارات طبية و ملابس رسمية للعمل مع معطف أبيض.

قال (أورين) الذي كان يعطي تقييمه لصورتها: "هممم، ليس سيئاً. إنها مثيرة نوعا ما."

فردت عليه (جودي) منزعجة قليلا وهي تضحك عليه: "(أورين)!"

ثم أكمل (آشماداي): "وأخيراً، هناك (إسماعيل) و(عزازيل)، ولكن هويتهم لازالت غير معروفة بالنسبة لي. والآن (عشتروت) يحتضر، وفاقد للأمل. هو ليس حاكماً، ولكن إن لم نوقفه الآن، سوف يصبح كذلك... وحينها لا أحد سيستطيع إيقافه. وسوف تكون تلك هي النهاية..."

بعد أن انتهى من رواية القصة، وضع يديه على خصره مجددا وقال بجدّية كبيرة:

"والآن لنتحدث حول ما أتيتم لأجله. أنا أعلم أين هي (ليليث). توجد في شارع اسمه أوغسطين، تكمل أبحاثها في مستشفى مهجور يقع في مستوطنة تعدين قديمة، يبعد المكان بنصف ساعة تقريباً من هنا. تقوم حاليا بتطوير شيء يسمى ب"المكوّن س.ت.م.ج" نقول له باللاتينية

Ab Alio Renascetur

، والذي يعني *

سوف تولد من جديد

*. وهو مصل من المفترض أن يمنح البشر الخلود. لا أستطيع الذهاب بمفردي لأنها تعرف وجهي. حاولتُ إقناعها أن ما كنا نقوم به هو شيء خاطئ، ولكنها مهووسة ب(عشتروت). سوف تقوم بأي شيء يتطلب منها حتى ترضيه. يجب عليكم أن تكونوا حذرين."

قالت (جودي) مخاطبة (آشماداي): "لا تقلق، لقد كنا نستعد وقد أعددنا بعض الأشياء لندافع عن أنفسنا! أنظر إلى هذا..."

ثم أخرجت من حقيبتها قنينة صفراء.

فتساءل (آشماداي): "ما هذا؟ قنينة شامبو؟"

جودي: "لا! إنه رذاذ حيث أنه يستطيع مسح ذاكرة الشخص الذي يستنشق ما يحتويه. بهذه الطريقة يمكننا إضعاف الأعداء بدون قتلهم"

تساءل (آشماداي) وهو متفاجئ: "حقا؟ هذا مبهر. وكيف يعمل ذلك؟"

جودي: "حسنا، قامت (لورين) بأغلبية العمل الكيميائي."

لم ترد (لورين) أخد كل الفضل لنفسها، فربتت على كتف أختها وقالت مبتسمة:

"هيا، أنا فقط صنعت بعض المعادلات الكيميائية، (جودي) هي صاحبة العقل الكبير هنا."

جودي: "نحن ببساطة قمنا بدمج *

النيتروبينزوديازيبين*

مع *

مضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقية*

، وبعدها جعلناه يتفاعل مع المركب *

أوكسي مورفون*

"

فكان (آشماداي) يجاريهم في كلامهم وبدا على أنه أيضا يفهم في الكيمياء:

"أوه، ذكيات جدا. هل استعملتم *

الكلونازيبام*

أم *

التريازولام*

؟

أجابت (جودي): "في الحقيقة نحن قد استخدمنا *

الكلورازيبات*

. أدركنا بأن لديه ارتباط مع *

مستقبلات جابا*

بطريقة فعالة، لذلك فسوف يتم ضغط الناقلات العصبية بشكل أسرع."

كان (أورين) واقفاً بينهم وهو يحدق في كل شخص يتحدث بذلك الكلام الغير مفهوم بالنسبة له.

ظلت (جودي) تشرح ل(آشماداي) بالتفصيل الممل كيف قامت بصنع ذلك الرذاذ الذي يبدو صغيراً وغير معقد في نظر (أورين)، ليس كما يتفوه به الآخرون.

وعندما انتهوا من الكلام حول كل ما سبق، قال (آشماداي) مخاطبا (أورين):

"هذا مبهر! أستطيع أن أرى الآن بأنك لست شخصا عادياً!"

كان يظن (آشماداي) بأن (أورين) أيضاً مثل أختيه لذلك فقام بمدحه أيضاً. وما كان على (أورين) إلّا أن يجاريه في كلامه حتى لا يُحرج نفسه، فقال له:

"أجل! إنها عائلة من العباقرة! اههاه"

ثم أراد تغيير الموضوع وأكمل:

"حسنا! المستشفى الموجود في شارع أوغسطين، (ليليث)، المكوّن س.ت.م.ج.... لقد دونت كل شيء في عقلي. سوف نذهب هناك. شكرا لك، (آشماداي)."

هز (آشماداي) رأسه لـ(أورين)، ثم نظر إلى (جودي) و(لورين) وقال لهما:

"هل جربتم هذا الرذاذ إن كان يعمل؟"

ردت عليه (جودي) بالنفي، لأنهم لم يجرؤوا على تجربته في شخص ما خوفاً من فشله أو من حدوث أعراض جانبية خطيرة. فقال لهم (آشماداي):

"همممم... ربما عليكم أن تجربوه على شخص ما قبل أن نستعمله في حالة كُنّا في موقف خطير. هل تعرفون شخصا... مناسباً؟"

فكان (أورين) أول من تشجع على التفكير في تجربته بدون التفكير في العواقب المحتملة، وقال له بأنه يعرف بعض الأشخاص حتى يجرب فيهم الرذاذ.

آشماداي: "ممتاز إذن. يجب أن أقول بأن فكرة الرذاذ هي فكرة ذكية، ولكن من باب الاحتياط يجب عليكم استخدام هذا أيضاً..."

مد (آشماداي) يده خلف ظهره وأخرج مسدساً رمادياً ليريه لهم. فبدأ (أورين) يلعن وهو متفاجئ من رؤية مسدس حقيقي أمامه. وقال لهم (آشماداي):

"أجل، إنه رائع، *

فالتر بي99*

الثمين، من أجلك." ومده إلى (أورين) بلطف ثم أكمل: "استعمله فقط كملاذ أخير"

شكره (أورين) وقال له: "سوف نذهب إلى ذلك المستشفى غدا مساءًا، على الأغلب."

ابتسم (آشماداي) ومن ثم قال:

"جيد. وفي الوقت الحالي، سوف أحاول تحديد موقع بقية أبناء (عشتروت). كونوا حذرين مع (ليليث)، وتذكروا، هدفكم الرئيسي هو استعادة...."

ثم أظهر ذلك الوجه الجدّي مرة أخرى وقال بصوت غليظ: "المكوّن س.ت.م.ج"

ثم عاد إلى طبيعته بسرعة وقال وهو يسرع في كلامه:

"حسنا، إذا استعدتموه، احتفظوا به. سوف أتواصل معكم عندما أستطيع. اعتنوا بأنفسكم."

حينها غادر (أورين) والفتيات من هناك، وذهبوا مباشرة إلى المدرسة.

يتبع..

2022/02/02 · 109 مشاهدة · 1328 كلمة
نادي الروايات - 2024